أنواع وأسباب سرطان العظام

ما هو سرطان العظام؟

سرطان العظام هو نوع نادر من الأورام الخبيثة التي تتكون في الأنسجة العظمية. يعد سرطان العظام أحد الأمراض التي يمكن أن تصيب أي جزء من العظام، لكنه غالبًا ما يؤثر على العظام الطويلة مثل عظام الساق والفخذ. رغم أنه ليس شائعًا مقارنة ببعض أنواع السرطان الأخرى، إلا أنه يشكل تحديًا كبيرًا في تشخيصه وعلاجه. يمكن أن يكون هذا السرطان موضعيًا، حيث يقتصر على العظم نفسه، أو يمكن أن يكون منتشرًا إلى أجزاء أخرى من الجسم.

تُصنف أورام العظام إلى نوعين رئيسيين: أورام العظام الأولية التي تبدأ في العظم نفسه، وأورام العظام الثانوية أو النقيلية التي تنتقل إليها من أماكن أخرى في الجسم، مثل الثدي أو الرئة أو البروستاتا.

أنواع سرطان العظام

هناك عدة أنواع من سرطان العظام، يمكن تصنيفها بناءً على النوع الخلوي للعظم الذي يبدأ فيه السرطان:

1. الساركوما العظمية (Osteosarcoma):
   تعد الساركوما العظمية من أكثر أنواع السرطان العظمية شيوعًا، وغالبًا ما تصيب الأطفال والمراهقين. يبدأ هذا النوع من السرطان في الخلايا المنتجة للعظم، وعادة ما يحدث في العظام الطويلة مثل عظم الفخذ أو الساق.

2. الساركوما الغضروفية (Chondrosarcoma):
   تنشأ الساركوما الغضروفية في الغضاريف، وهي الأنسجة التي تغطي الأطراف العظمية في المفاصل. تعتبر هذه الأورام أكثر شيوعًا في البالغين مقارنة بالأطفال، وعادة ما تكون بطيئة النمو.

3. الساركوما العظمية اللينة (Ewing’s Sarcoma):
   تعد الساركوما العظمية اللينة من الأورام النادرة التي تصيب العظام والأنسجة الرخوة المجاورة. غالبًا ما تظهر في الأطفال والمراهقين، وهي تعرف بقدرتها على النمو بسرعة كبيرة.

4. الورم النقوي العظمي (Multiple Myeloma):
   يعد الورم النقوي العظمي أحد أنواع السرطان التي تصيب نخاع العظام، وهو الأكثر شيوعًا في البالغين. ينتج هذا النوع من السرطان عن خلايا البلازما في نخاع العظام التي تصبح سرطانية وتنمو بشكل غير طبيعي.

5. الأورام الأخرى:
   هناك أيضًا أنواع نادرة من السرطان التي تصيب العظام مثل أورام الخلايا العملاقة العظمية (Giant Cell Tumor of Bone) أو الأورام التي تنشأ من الأنسجة الليفية.

أسباب سرطان العظام

لا يزال السبب الدقيق وراء تطور سرطان العظام غير واضح، ولكن هناك عدة عوامل قد تساهم في حدوثه:

1. العوامل الوراثية:
   يمكن أن يكون للوراثة دور في تطور بعض أنواع السرطان العظمي. على سبيل المثال، هناك بعض الأمراض الوراثية مثل متلازمة Li-Fraumeni ومتلازمة برادر-ويلي، التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان العظام.

2. التعرض للإشعاع:
   يمكن أن يؤدي التعرض الطويل أو المكثف للإشعاع، سواء في العلاج الإشعاعي أو البيئات المهنية، إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان العظام.

3. العوامل البيئية:
   على الرغم من أن الدراسات حول العوامل البيئية المسببة لسرطان العظام ليست واضحة تمامًا، إلا أن بعض الأبحاث تشير إلى أن التعرض لبعض المواد الكيميائية قد يكون عاملًا مسهمًا في تطور هذا السرطان.

4. الإصابات السابقة:
   هناك بعض الأدلة على أن الإصابات العظمية الشديدة قد تساهم في تطور الأورام في الأنسجة المتضررة. ومع ذلك، لا يعتبر معظم الخبراء أن الإصابة العظمية هي سبب رئيسي للسرطان العظمي.

5. الأمراض السابقة:
   بعض الحالات الصحية مثل مرض باجيت العظمي، الذي يسبب نموًا غير طبيعي للعظام، قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان العظام.

أعراض سرطان العظام

تعتمد الأعراض بشكل كبير على نوع السرطان وموضعه في الجسم. تشمل الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى الإصابة بسرطان العظام ما يلي:

1. الألم:
   يُعتبر الألم من الأعراض الرئيسية لسرطان العظام. يبدأ الألم عادة في المنطقة المصابة وقد يتفاقم مع الوقت، خاصة عند الحركة أو الضغط على العظم المتأثر. في البداية، قد يكون الألم متقطعًا، لكن مع تقدم السرطان يصبح أكثر استمرارية وشدة.

2. التورم:
   قد يظهر تورم في المنطقة المتأثرة بالعظم المصاب. يمكن أن يكون التورم مصحوبًا بزيادة في الحجم في المنطقة المتأثرة، مما قد يجعل الحركة صعبة.

3. تغيرات في المدى الحركي:
   إذا كان السرطان يؤثر على مفصل معين، قد يلاحظ المصاب صعوبة في الحركة أو تقيدًا في نطاق الحركة الطبيعي للمفصل.

4. الإرهاق وفقدان الوزن:
   قد يعاني المصاب بسرطان العظام من شعور عام بالتعب وفقدان الوزن غير المبرر. يمكن أن يكون هذا بسبب تأثير السرطان على الجسم وتفاعلاته مع الأنسجة المحيطة.

5. كسور العظام:
   في بعض الأحيان، قد يحدث كسر في العظام بسبب ضعف العظم المصاب بالسرطان. هذه الكسور قد تحدث أحيانًا نتيجة إصابة طفيفة أو دون سبب واضح.

تشخيص سرطان العظام

يتم تشخيص سرطان العظام من خلال مجموعة من الفحوصات والاختبارات الطبية:

1. الفحص السريري:
   يبدأ الطبيب عادة بفحص المنطقة المصابة للعظام ويستمع إلى الأعراض التي يعاني منها المريض. يمكن أن يعطي الفحص البدني للطبيب فكرة عن مدى انتشار السرطان وتورم العظم.

2. الأشعة السينية:
   تعتبر الأشعة السينية من أبرز الأدوات المستخدمة في التشخيص الأولي لسرطان العظام. تساعد الأشعة السينية في تحديد وجود أورام أو تغيرات غير طبيعية في العظام.

3. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI):
   يعد التصوير بالرنين المغناطيسي أداة قوية لتقييم الأورام العظمية، خاصة في تحديد حجم الورم وتحديد ما إذا كان قد انتشر إلى الأنسجة المجاورة.

4. التصوير المقطعي المحوسب (CT):
   في بعض الحالات، قد يستخدم الأطباء التصوير المقطعي المحوسب لمزيد من التفصيل حول موقع الورم ومدى انتشاره في الجسم.

5. الخزعة:
   إذا كانت الفحوصات تشير إلى وجود ورم، يمكن أن يُطلب إجراء خزعة من العظم المصاب لتحليل الأنسجة تحت المجهر وتحديد ما إذا كانت سرطانية.

6. الاختبارات المعملية:
   قد يطلب الأطباء إجراء اختبارات دم لتحليل مستويات بعض الإنزيمات والمواد الكيميائية التي قد تكون مرتبطة بسرطان العظام.

علاج سرطان العظام

تعتمد خطة العلاج لسرطان العظام على نوع السرطان، حجمه، ومدى انتشاره. تشمل الخيارات العلاجية الرئيسية:

1. الجراحة:
   تُعتبر الجراحة الخيار الأساسي في علاج سرطان العظام، حيث يتم إزالة الورم العظمي أو العظم المصاب بالكامل إذا كان ذلك ممكنًا. قد تتطلب الجراحة استبدال العظم المصاب بجزء صناعي أو استخدام زرع لتثبيت العظام.

2. العلاج الكيميائي:
   يستخدم العلاج الكيميائي أدوية لقتل الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم. يمكن أن يُستخدم العلاج الكيميائي قبل الجراحة لتقليص حجم الورم، أو بعد الجراحة لتقليل خطر عودة السرطان.

3. العلاج الإشعاعي:
   يُستخدم العلاج الإشعاعي لإبادة الخلايا السرطانية في مناطق معينة من الجسم، وهو قد يكون خيارًا فعالًا خاصة في حالة الأورام الصغيرة أو في الحالات التي لا يمكن فيها إجراء جراحة.

4. العلاج المناعي:
   يعتمد العلاج المناعي على تعزيز قدرة جهاز المناعة على التعرف على الخلايا السرطانية ومحاربتها. قد يتم استخدامه في حالات معينة من سرطان العظام.

الوقاية من سرطان العظام

نظرًا لأن الأسباب الدقيقة لسرطان العظام لا تزال غير معروفة، فإن الوقاية من هذا المرض تظل صعبة. ومع ذلك، يمكن تقليل خطر الإصابة ببعض العوامل التي قد تساهم في تطور السرطان. تشمل بعض النصائح الوقائية:

• تجنب التعرض المفرط للإشعاع.

• الحصول على تشخيص مبكر في حالة وجود تاريخ عائلي من سرطان العظام أو أي مشاكل صحية أخرى.

• الحفاظ على نمط حياة صحي يتضمن التغذية السليمة والتمارين الرياضية.

الخاتمة

سرطان العظام هو مرض نادر ومعقد يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الأشخاص المصابين به. على الرغم من تحدياته في التشخيص والعلاج، إلا أن التقدم الطبي في مجال الأورام قد أسهم في تحسين نسب الشفاء والتعايش مع المرض.